قصة سيدنا آدم عليه السلام - الجزء الثاني
تمهيد
هبط آدم إلى الأرض كخليفة لله فيها، وحسب دراستنا وتأملنا المتواضع في آيات الله، فإننا نظن أن ذلك لم يكن بمثابة عقاب لآدم بعدما أكل من الشجرة، بل إن استخلافه في الأرض كان الهدف الأساسي من خلقه.. "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة".
نزول آدم وحواء وإبليس
نزل سيدنا آدم عليه السلام في قمة جبل بجزيرة سرنديب، بينما هبطت أمنا حواء على جبل بأرض مكة يسمى جبل البروة، وفي أدنى نقطة في البرية، نزل عدو الله إبليس، في واد مالح بالبصرة بقرب مياه الخليج. كان على آدم أن يجد زوجته حواء التي كان يحبها، كان قلقا لعدم وجوده بجانبها، كانا بعيدين عن بعضهما، كانت الملائكة تحب آدم، ولذلك قدم أحدها إلى آدم لمساعدته، فأخبره بالاتجاه الذي ينبغي أن يقصده حتى يجد زوجته، فانطلق آدم في الحال، بينما كانت حواء تصعد إلى قمم الجبال خائفة منتظرة قدوم آدم. وفي ذات يوم رأت شبح جسم إنسان قادم، لقد وصل زوجها، فهبطت تجري من الجبل صوبه، وهو الآخر قصدها مسرعا، هكذا التقيا على الأرض في جبل عرفات حامدين الله شاكرين له على جمعهما ولم شملهما ثانية.
حياة آدم
العمل
الحياة على الأرض مختلفة أشد الاختلاف عن الحياة في الجنة، كان على الزوجين أن يجتهدا كثيرا من أجل البقاء، فيصارعان الجوع ويصارعان قساوة أحوال الطقس المتغيرة، كان البرد قادما، وعلى آدم توفير المأمن والطعام له ولحبيبته.. كان يعمل ويشقى ويتصبب عرقا، عاشا في البداية في كهف، ثم عملا على بناء كوخ لهما.. كانا يزرعان وينتظران الزرع لينبت، يحصدانه ويطحنانه ويعجنانه ويخبزانه ويطهيانه، ومرت الأيام هكذا، وكثيرا ما يتذكران الجنة وما فيها، يتذكران قربهما من خالقهما..
أبناء آدم
أنجبت حواء أول طفلين على الأرض، أنجبت ولدا وبنتا، ثم ولدا وبنتا، فصار على الأرض ستة بشريين بعدما كان فيها اثنان فقط.. كبر الأطفال شيئا فشيئا، كان قابيل وهابيل يرافقان أباهما حتى يتعلما منه كيفية العمل، بينما تجلس كل من أقليما ولوزا مع أمهما حواء، فتتعلمان منهما الحياكة والطهو وتنظيف المنزل..
اختلف أبناء أدم عن بعضهم، تميز قابيل بقوته وشهامته وخشونته وقساوته، بينما تميز هابيل بهدوئه ولينة قلبه، مما جعل أخاه قابيل يطغى عليه فيضربه ويحاول جعله عبدا له، يقوم بأعماله بدلا عنه، فيصفعه كثيرا ويقوم بأفعال قاسية معه.
بعدما حدثت قصة قابيل وهابيل المعروفة، بحيث قتل قابيل هابيل، رزق الله آدم ابنا آخر أسماه شيث، ابنا صالحا عوض الله به هابيل، ابن يقال أن انتساب جميع البشر تنتهي إليه، بينما انقرض جميع أبناء آدم الآخرين، والله أعلم..
وفاة آدم
قبل وفاة نبي الله آدم، كلم ابنه فعلمه ساعات الليل والنهار وعلمه عبادات تلك الساعات، كما وأعلمه بأمر الطوفان الذي سيقع من بعده.. توفى آدم يوم الجمعة، ولم يرد دليل ثابت يدل على مكان وفاته، فقيل بالشام، وقيل بمكة، وقيل بالهند، أتته الملائكة بكفن من عند الله، قال آدم لأبنائه إني أشتهي من ثمار الجنة، فذهب أبناؤه يطلبون له واستقبلتهم الملائكة، حاملين معهم أكفانه وحنوطه والفوس والمساحي والمكاتل، سألوهم ما يريدون وما يطلبون، فقالوا أن أبانا مريض اشتهى من ثمار الجنة، قالوا ارجعوا إن أباكم قضى، فرجعوا، رأتهم أمنا حواء فلاذت بآدم، قال لها: إليك عني، فإني إنما أتيت من قبلك فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل، فقبضوه.. ثم انكلقوا بعدها فغسلوه وكفنوه، وحنطوه وحفروا له ثم حلدوه بعد ذلك، صلوا عليه وأدخلوه قبره، وحثوا عليه بعدها وقالوا: يا بني آدم هذه سنتكم، وذلك حسب ما قاله عبد الله بن الإمام أحمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق