الأعراس المغربية - عادات وتقاليد اليوم الأول
تتميز المغرب باختلاف عاداتها وتقاليدها عن باقي البلدان، وهذا ما لا يخفى على كل من عاش أو حضر أو قرأ أو شاهد نبذة عن هذه التقاليد، كما تمتاز بجمالها وطباعها الفريد من نوعه، خاصة خلال المناسبات الكبيرة..
ومن بين المناسبات التي تشهد احتفالا غريبا جميلا ومدهشا، الأعراس المغربية، وذلك حسب آراء كل من شاهد مثل هذه الاحتفالات، فللأعراس بالمغرب طقوس خاصة تضيف طابعا من المرح والمتعة على حاضرها، وتغلق كل باب قد يؤدي إلى الملل والقنوط..
يمتد العرس المغربي في ثلاثة أيام كأقل تقدير، بينما قد يصل إلى أسبوع أو أكثر عندما تساعد الظروف على ذلك، ثلاثة أيام تغير روتين جميع أفراد العائلة والمقربين..
في اليوم الأول، يوم تقديم المهر، أو كما يسمى باللهجة المغربية "الدفوع"، يقوم العريس بتحضير ما يقدر عليه من مأكولات وغيرها، كما ويقدم إما كبشا أو عجلا على حسب استطاعة كل عريس.. ولتقديم هذه الهدايا، يأتي موكب من السيارات الخاصة بعائلة العريس تتحه صوب بيت العروس، وذلك تقريبا بعد صلاة العصر، وهذا بعدما تغيرت التقاليد، ففي الماضي، كان المهر يقدم وقت صلاة الظهر، تتقدم الموكب سيارة تحمل أفراد فرقة موسيقية لا بد منهم، ثم تليها سيارة تحمل الهدايا، يكون العريس فيها راكبا، ثم سيارات أهله وأصدقائه والمقربين إليه..
تنزل الفرقة الموسيقية عازفة لنوع موسيقي خاص يختلف من منطقة إلى الأخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتم عزف "العرفة" في المناطق الشرقية، بينما تعد "الدقة المراكشية"، العزف الأكثر انتشارا ببقاع المغرب.
بعدما تنتهي الفرقة من عملها، وبعدما يركض الأطفال من هنا إلى هناك، وبعدما تحمر أيادي الحاضرين بالتصفيق، تدخل النساء بيت العروس، ويقصد الرجال خيمة منصوبة في الشارع، ويعد الكسكس المغربية مع الشاي والنعناع، الأكلة التقليدية التي تقدم في مثل هذا اليوم، أكلت تعرف عند المغاربة ب "السفة".. فيكون ذلك بمثابة تمهيد ليوم العرس الذي سيكون في اليوم الموالي.
يوم الحناء: يختلف هذا الأخير من منطقة لأخرى، فبالريف مثلا، يكون هذا اليوم هو اليوم الأول نفسه، لكن ليلا، أي بعد مغادرة كل من أتى رفقة العريس من الرجال، بينما تبقى النساء لحضور حفل الحناء، أما الشرق المغربي، فإن هذا اليوم هو اليوم الذي يسبق يوم "الدفوع"، وأيضا يكون حفلا خاصا بالنساء.. تقوم هذه الحفلة أساسا على حضور امرأة تدعى "النكافة"، تكون هي المسؤولة عن تزيين يدي وقدمي العروس بأجمل النقوش من ورود وأشكال هندسية جميلة، وذلك باستعمال الحناء فقط.. وجدير بالذكر أن العرس المغربي يمكن أن نقول أنه يستحيل أن يخلو من الحناء، فهي تعتبر عادة أساسية في مثل هذه المناسبة، سواء بالنسبة للعروس أو النساء الحاضرات معها، وقد تصل أحيانا إلى يدي العريس فتوضع بقعة من هذه الأخيرة على إحدى يديه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق