جاري تحميل ... السلام - Assalam

آخر المواضيع

إعلان في أعلي التدوينة

قصص الإسلام

ولادة ونشأة الرسول محمد ﷺ



ولادة ونشأة محمد ﷺ




ولادة ونشأة الرسول محمد ﷺ

 تمهيد 

إن القلب ليلين عطفا، وإن العين لتدمع فخرا، وإن اللسان ليدافع عنك حبا، يا سيدي يا محمد.. ما فتحت كتابا يحكي عنك وعن صحابتك، وعما مررتم به، إلا وتمنيت من أعماق قلبي أن أكون بجواركم.. لكن لا بأس، فلو كنت بجواركم لما كنت هنا اﻵن لأتمنى، ولأدافع عنكم ما استطعت، ولأرد عما يقوله سفهاء هذا الزمان..

 ولادة ونشأة الرسول محمد ﷺ 

ولادة محمد ﷺ

وكأني بمكة في يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، أي ما يوافق السنة 571م، أتعجب مثلما الناس من النور الذي أنار الأرض فجأة، حتى قيل أنه أضاء قصور الشام، إنها السيدة آمنة بنت وهب، لقد أتاها المولود الذي تنتظره، والعجب أنها تقول بأن صوتا كان يحادثها خلال فترة الحمل بأنها تحمل سيد الأمة، وأن تسميه محمد، المولود الذي لم تلقى في حمله لا تعبا ولا ألما.. وفعلا سمته محمدا، إنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، طفل فتح عينيه على وجه والدته دون والده المتوفي، وقد نشأ في بيت جاه وشرف عند قومه..

محمد ﷺ عند حليمة السعدية

أتت قافلة فيها نساء يبحثن عمن يرضعن، وجدن محمدا ﷺ فأبين أخذه ليتمه، كانت من بينهن حليمة السعدية، أبت هي الأخرى، لكن لما رجعت كل النساء بطفل بقيت حليمة لوحدها لا تحمل أحدا بين يديها، فلم ترضى أن تعود من دون طفل فأخذت محمدا، تقول أنه ما إن ركبت أتانها، حتى أفاض ثديها لبنا أسقى ابنها ومحمدا معه، فناما معا، ثم إن الأتان أسرعت حتى ظن الكل أنها قد استبدلتها.. كانت منطقة صحراء بني سعد تعاني قحطا، عانت أغنام الناس وشياههم من الجوع والضعف وقلة اللبن، ما عدا الخاصة بحليمة، ولكثرة سمنها وضع الكل أغنامهم مع أغنامها، فكانت أغنام حليمة تعود لوحدها شباعا، وتصنع لوحدها سمادج تكفي العائلة.. إنما هذه بركة محمد ﷺ.


النقطة السوداء في صدر محمد ﷺ

بعد أربع سنوات من مولده، وبينما هو يلعب مع الصغار، جاءه الملك العظيم جبريل عليه السلام برفقة الملك ميكائيل عليه السلام، شق صدره، استخرج قلبه، أخرج منه علقة ثم قال: "هذا حظ الشيطان منك"، تلك العلقة هي النقطة السوداء التي كانت ستغير مجرى التاريخ، كانت ستجعل خير البشر يحمل نقطة شر وحيدة صغيرة في قلبه، لكن أين هي الآن، المهم أنها لم تكن في حبيبنا.. ثم نظف قلبه في إناء ذهبي مليء بماء زمزم، ثم أعاد القلب وجمع الصدر، أسرع من كانوا معه من غلمان إلى حليمة هلمي إن محمدا قد فارق الحياة، فجاءهم محمد ﷺ  متغير اللون مصدوما.. وهكذا تم تنقية قلب الصغير من شر الشيطان وكيده، وتم تهييؤه ليكون خير البشر.. ردته حليمة إلى أمه بعد هذه الحادثة خوفا من ألا تكون قادرة على حماية الأمانة والحفاظ عليها، أمانة تكمن في رعاية سيد الأمة.. بيد أن أمه كتنت مطمئنة أشد الاطمئنان، فهي واثقة بل معتقدة متيقنة أن للصبي شأنا مستقبلا.

محمد ﷺ عند جده

عاد محمد إلى أمه، ولما بلغ الست أرادت المسكينة آمنة أن ترسم البهجة على شفتي ابنها اليتيم، فكانت الفكرة أن تسافر به إلى أخواله بني عدي بن النجار، بغية أن يتعرف عليهم، أن تسافر إلى يثرب ( المدينة المنورة )، فرح بهم وفرحوا به، وكيف لا وهم ينظرون إلى وجه صغير منير، كيف لا وهم ينظرون إلى أجمل الخلق.. وأثناء العودة، وبعد أن وصل وأمه إلى منطقة الأبواء، تعبت المسكينة ومرضت، فقبض الله ﷻ روحها، فأرجع إلى جده سيد مكة فاقدا لوالدته..

حاول جده جاهدا أن يعطيه ما ينقصه من حنان الأبوين وعطفهما، فقد كان عزيزا على قلبه، فكان يقدمه على باقي أولاده، كان أبناؤه كالعادة يفرشون له سجادة في ظل الكعبة فلا يقربها أحد حتى يأتي الشيخ، لكن محمدا ﷺ كان يخرق القانون فيجلس، يعاتبه أعمامه، فيدافع جده عنه، يمسح شعره، يمسح ظهره، ويقول: "دعوه فإن له شأنا عظيما"، ثم يجلسه بقربه.. عاش على حاله حتى أتاه اليقين، وذهب للقاء الرفيق الأعلى.. كانت هذه الصدمة الثانية لمحمد ﷺ صاحب الثمان سنوات، وكأن كل من يحبهم يفارقونه واحدا تلو الآخر، لكن كل ذلك تمهيد لما سيحدث من بعد..

محمد ﷺ عند عمه:

انطلق النبي ﷺ إلى بيت عمه أبي طالب، عمه الذي أحبه كثيرا، فقد كان يتسم بصفات تميز بها عن أبناء عمره، كان مهذب الخلق أمينا عاقلا، لم يمتلك عمه مالا كثيرا في البداية، لكن الله ﷻ بارك له فيه، فأصبح من الأغنياء بفضل بركة النبي ﷺ. بعد أن بلغ الثانية عشرة، أصر محمد يوما أن يرافق عمه في رحلة إلى الشام، فلم يكن لعمه سوى أن وافق، كانت القافلة تمر على دير كان يمكث فيها بعض النصارى لعبادة الله ﷻ، كان فيها شخص يسمى البحيرة الراهب، فلما مرت القافلة انتبه هذا الأخير إلى غمامة كانت تغطي القافلة، لكنه لم يعلم من بالضبط تلاحق، فهيأ مائدة، ودعا المسافرين للأكل، بيد أنهم بمشيئة الله لم يحضروا محمدا ﷺ، فسأل الراهب عن إذا ما تركوا أحدهم بعدما تأكد من عدم وجود شيء يميزهم، فقالوا طفل يتيم، فألح على أن يحضروه، فلما حضر كلمه: "أسألك بالات والعزة"، قال ﷺ: "لا تسألني بالات والعزة، فوالله ما من شيء أبغض إلى قلبي منهما"، قال الراهب: "أسألك بالله"، قال له: "سل"، قال بحيرة: "من أبوك"، قال: "أنا يتيم"... فأخبر بحيرة عمه أن يرجع به كي لا يعلم يهود الشام به، فإن الصبي سيصير نبيا خاتما.. عاد النبي ﷺ إلى مكة بعدما اكتسب الكثير من رحلته هذه، تجربة أنشأت في قلبه دراية ومعرفة بالواقع..


الوسوم:
التالي
رسالة أحدث
السابق
هذا هو أقدم مقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *