جاري تحميل ... السلام - Assalam

آخر المواضيع

إعلان في أعلي التدوينة

ديننا عامة

الإلحاد - فشل نظرية الانفجار العظيم

الإلحاد - فشل نظرية الانفجار العظيم

الإلحاد - فشل نظرية الانفجار العظيم


إن أكثر ما يقلقني وأتعجب منه، أو بصراحة أكثر، يزعجني بشدة، هو أولئك المسلمون الذين يزورون صفحات الملحدين ومجموعاتهم قاصدين النقاش معهم، لكن غالبا ما يجري مثل هذا الحوار:
الملحد: هل الله موجود ؟
المسلم: نعم، الله موجود.
الملحد: إذن لما لا أستطيع رؤيته ؟
المسلم: لا تستطيع، لكنه موجود.
الملحد: لا إنه ليس كذلك لأنني لا أراه.
المسلم: إذن كيف وجد الكون ؟
الملحد: عن طريق الانفجار العظيم.
المسلم: لا، أنت مخطئ، الله خلق الكون.
يا صديقي، أنت كمسلم، وأنا كمسلم، ونحن كمسلمين نعلم أنه مخطئ، لكن هو لا يعلم، ببساطة لأنه ليس لديه دليل، لذلك لا تنهي الكلام أبدا ب"أنت مخطئ"، بل أعطه كل ما يحتاج من أدلة وضعها أمامه، وسيقول لك من تلقاء نفسه: "نعم، أنا مخطئ".

 فشل نظريتكم، نجاح اعتقادنا 

عندما تمسك واحدة من أكثر النظريات إقناعا في نظر الملحدين، وتدمرها تدميرا عقليا منطقيا، فإن ذلك سيكون بمثابة فوز تاريخي للمسلمين على الملحدين، لأن أفضل تفسير لهم لم يستطع أن يتماشى مع عقل الإنسان ومنطقه..
تفسير الملحدين لوجود الكون: في بدايات الكون، كان هذا الأخير عبارة عن حجم صغير يحتوي على كل ما نراه في الكون، لكن بشكل مضغوط جدا، بحيث أنه يأخذ حجما صغيرا جدا جدا.. ثم بعد ذلك انفجرت هذه الكتلة، فتحررت إن شئنا أن نقول، جميع الكواكب والمجرات والنجوم، والكتلة والطاقات والضوء والظلام... هذا ما يسمى بنظرية الانفجار العظيم..
الخطأ الموجود في هذه النظرية، هو أن من فكر فيها أهمل جانبا آخر من الكون يشكل جزءا لا يتجزأ منه، ألا هو الجانب المتعلق بالمفاهيم والمعاير التي نقيس بها ونصف بها حياتنا وواقعنا، بتفصيل أكثر، ظن المفكر في نظرية الانفجار العظيم، أنه عندما يتواجد الكون لأول مرة، فإن الكواكب خلقت والنجوم وغيرها، فنسي مفاهيم الحب، والصداقة، والدقة، والابداع، واللباقة، والعنف، والخير، والصدفة... فعندما يتوجب على الإنسان أن يفكر في شيء اسمه الفراغ، فهذا يعني أنه إن كان هناك شخص في الفراغ، وسألته ما هو الابداع ؟ سيقول:"ما الذي تقوله، هذه لغة غريبة، لم أسمع بهذا المفهوم من قبل"، لأنه ببساطة في الفراغ، لا يوجد ضوء، لا يوجد ظلام، لا يوجد ابداع، لا يوجد حب، لا يوجد صدفة...
إذن إذا فكرنا في الكتلة المضغوطة التي يخبر عنها الملحدون وقلنا لهم، من أين جاءت ؟  فإن لهم طريقتين للإجابة لا ثالثة لهما، الأولى:"لقد جاءت عن طريق الصدفة"، الأمر الذي يستحيل يستحيل ويستحيل تقبله منطقيا، فكيف جاءت الكتلة من العدم عن طريق الصدفة، بينما جاءت إلى مكان لا يوجد فيه مفهوم الصدفة، لنبسط ذلك أكثر، كيف يمكن لطفل سيزداد عام 3500م أن يلبس حذاء اليوم.. مستحيل لأنه لفعل ذلك يتوجب على الطفل أن يحضر بينما هو سيحضر في المستقبل.. إذن كيف ستخلق المادة المضغوطة عن طريق الصدفة التي تشكل مفهوما سيظهر بعد، أكرر بعد، انفجار هذه الكتلة.. الأمر بسيط، الصدفة خلقت متزامنة مع هذا العالم، إذن لم تكن موجودة قبل هذا العالم، ولا يمكن أن نفسر بها ولا بغيرها من جميع المفاهيم والمقاييس التي نقيس بها ما يحدث حولنا، وجود الكتلة المضغوطة، لأن كل شيء اكتشفناه وعرفناه، وكل شيء سنكتشفه ونعرفه، خلق متزامنا مع الكون، إذن لا تفسر به مرحلة ما قبل الكون.. وبذلك، سنفكر في الشيء الذي لا نعلمه، لا نعرفه، ويستحيل بالعلم أن نعلمه لأنه هو من أوجد الكتلة المضغوطة، أو بالأحرى الكون، والشيء الوحيد الذي لا ولن نعرفه مهما تطورنا، هو الله، فالطريقة الوحيدة لكي نعلم أي شيء عنه، هي أن يخبرنا بنفسه، فعقولنا لن تستطيع استوعابه، لأنه لم يخلق معنا، لأنه لو فعل لاستطعنا رصده بالتلسكوب أو إلى ما شابه ذلك، لكنه هو من أوجد الكون، وأوجدنا معه، أي أنه الوحيد الذي كان قبل الكون، لأنه الوحيد الذي لا نستوعبه.. ولو كان هناك شيء آخر لا نستوعبه، فإني سأطلق عليه كلمة الإله..
الطريقة الثانية التي سيجيبون بها:"الكتلة المضغوطة لم تأتي من أي مكان بل كانت دائما موجودة"، حسنا يا صديقي الملحد، إذا كنت تتقبل هذه الفكرة، فلما لا تتقبل فكرة أن الله كان موجودا دائما ؟ لم تكرر دائما السؤال:"من أين أتى الله ومن خلقه ؟"، بينما أنت بدورك لا تعتقد أن الكون خلقه أحد بل كان موجودا، إذا مفروض عليك أن تثبت كلمة المنطق في عقلك ثم بعدها قل:"مثلما كان الكون موجودا دائما، كان الله موجودا دائما".. إذا قلت ذلك، فسيكون المهرب الوحيد لك للإجابة عن سؤال من أين أتت الكتلة المضغوطة ؟ هو أن تقول الصدفة، وقد شرحنا بحول الله ذلك أعلاه..

لذلك وبعد كل هذا الكلام، سيكون دورنا قد انتهى نحن كمسلمين، في تدمير هذه النظرية، والتي يعتبرها الملحد الأكثر إقناعا لتفسير وجود الكون، وسيكون لنا إن شاء الله كشف لأخطاء أخرى في أفكار الملحدين.. إذا بعدما انتهينا، أدعو كل ملحد، أن يبحث عن شيء آخر يثبت به وجود الكون، فإن استسلم، فأقترح جملتين ستجعلانه يفهم كل شيء: "أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله".



الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *