جاري تحميل ... السلام - Assalam

آخر المواضيع

إعلان في أعلي التدوينة

الحرية

الحرية

 مفهوم الحرية 

صفة إنسانية، حق غير قابل للتفويت، إذا تركت كأنما تركت الإنسانية، هذا ما يمكن قوله عند ذكر هذه الكلمة، إذ أن الحرية تشير إلى الإتاحة لكل شخص فرصة للاختيار، ولاتخاذ القرارات، دون أي شكل من أشكال الفرض و الإجبار والإلزام.. إنها التحرر والتخلص من الأصفاد، معنوية كانت أم مادية، والتي تعيق بدورها وتقف كأكبر حاجز أمام إنتاج الإنسان وطاقته.. ضدها العبودية لجماعة أو لشخص، أو ربما لذات الإنسان، فكم من شخص تحرر من ذاته بعد ما كان عبدا لها..

 من أجل الحرية، ناضل الإنسان 

"الحق ينتزع ولا يعطى"، وبما أن الحرية نوع من أنواع الحقوق المتعددة والتي للإنسان أن يمتلكها، فهي الأخرى لم يكن إقرارها وتثبيتها في المجتمعات وليد الصدفة، ففي العصور القديمة، وخاصة في المجتمعات الطبقية مثلا، همشت العديد من الفئات وعانت من حرمانها من الحقوق والحريات، في حين تميزت الطبقات الحاكمة بامتيازات بعدما أخذت من الفئات الأخرى حقوقها واستعبدتها.
ولا ننكر أن للرسالة الإسلامية، دورا مهما جدا في ترسيخ قيمة الحرية والتسامح، وتحرير الإنسان خاصة فيما يتعلق بالعبودية للذات، فكان للإسلام أن حرر الإنسان من شهواته وأفكار تتناقض بوضوح مع مفهوم الإنسانية، في عصر يكفي اسمه ليدل عن حالته، إذ سمي بعصر الجاهلية.
وفي العصر الوسيط بأوربا أو "الفترة الفيودالية"، شهد التابعون للأسياد وهم أشخاص يؤمرون فيطيعون بالقيام بمجموعة من أعمال السخرة، أو كما يمكن تسميتهم بالأقنان، حرمانا ومنعا من كل الحقوق التي لهم التمتع بها، وشهد هذا العصر أيضا احتكارا للامتيازات - المدنية والسياسية والاقتصادية على السواء - من طرف النبلاء والأسياد.
لكن وخلال القرن السادس عشر ميلادي، حلت هذه الأمور بأوربا، وذلك بترسيخ وتمتين المساواة والحرية والمبادرة، قيم تمكن من تمجيد الإنسان، وخلق سبب يمكننا من مناداته ب"الإنسان".
بينما ومع عصر الأنوار بأوربا، أي خلال القرن الثامن عشر ميلادي، تم ظهور مفاهيم جديدة تتعلق بالحرية، كما وتم التركيز على الاهتمام بالعقل الإنساني. شهد هذا القرن أيضا قيام الثورة الأمريكية سنة 1776م، وقيام الثورة الفرنسية سنة 1789م، ثورتان نتج عنهما صدور إعلان حقوق الإنسان. وتم إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948م، حقوق من بينها ما نحن بصدد التكلم عنه.. الحرية، وقد تم إنشاء هيآت دولية مهتمة بحقوق الإنسان ومنظمات، كلها بغية إعطاء كلمة الإنسان.. معناها الحقيقي.

 أنواع الحرية 

الحرية السالبة والحرية الموجبة

الحرية السالبة: حق طبيعي يمكن من اتخاذ القرار دون أصفاد.
الحرية الموجبة: إعطاء الحرية والإمكانات لممارسة الحرية السالبة.

الحرية الداخلية والحرية الخارجية

الحرية الداخلية: ترتبط بالإمكانيات الداخلية للفرد.
الحرية الخارجية: تهم الأمور العامة للمجتمع، وترتبط بالأمور الاجتماعية والسياسية.

الحرية الفردية والحرية الجماعية

الحرية الفردية: حقوق مدنية كحرية اختيار العمل، وحرية التملك، وحرية التجول، وحرية الاعتقاد، غايتها تحقيق مصالح الأفراد.
الحرية الجماعية: حقوق سياسية، كحرية الصحافة، وحرية إبداء الرأي، وحرية تأسيس الجمعيات، وحرية المشاركة في الانتخابات، بغية تحقيق المصالح الجماعية.

لا يمكن فصل مفهومي الإنسان والحرية كما لا يمكن فصل قطبي المغناطيس، "فمقدارما عند الإنسان من حياة، هو مقدار ما عنده من حرية".



الوسوم:

هناك تعليق واحد:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *