الرحمن الرحيم - قصص رحمة الله
تمهيد
أولا وقبل كل شيء.. جدير بالذكر أن هناك اختلافا طفيفا بين اسمي الله تعالى "الرحمن" و"الرحيم".. حيث أن "الرحمن" تشمل خلق الله أجمعين، هي أعم من "الرحيم" التي خصصت للمؤمنين المسلمين وعباد الله المخلصين..
قصص عن رحمة الله
قصة موسى والمرأة العقيم
يروى أن امرأة لم ترزق بطفل جاءت إلى موسى عليه السلام تطلبه.. أن ادعو لي الله.. فيكلم موسى الله عز وجل فيطلب منه ذلك.. فيقول تعالى: "إني كتبتها عقيما".. ثم عادت بعد سنة إلى موسى عليه السلام أن أطلب من الله مجددا.. فيذهب موسى عليه السلام ويوصل ذلك إلى الله وهو أعلم.. فيقول تعالى: "إني كتبتها عقيما".. بعد مدة عادت المرأة إلى موسى عليه السلام وهي تحمل طفلا بين يديها.. خاطبها موسى وهو مستغرب: "من هذا؟"، قالت: "هذا ابني"، فقال: "كيف؟"، ثم ذهب يكلم ربه: "ربي، ألم تكتبها عقيما"، فيقول الرحمن الرحيم: "يا موسى، كلما كتبتها عقيما قالت:"يا رحيم"، ورحمتي سبقت قدرتي"..
قصة السماء والأرض والبحار
يروى أن البحار في كل يوم تدعو الله أن عبادك مفسدون، أن اذن لي أغرقهم.. وتقول السماء يا رب عبادك مفسدون، أن اسمح لي أطبق عليهم.. وتقول الأرض اللهم إن عبادك مفسدون، أتركني أنشق وأبتلعهم.. فيقول الرحمن الرحيم: "أنتم لم تخلقوهم.. لو خلقتموهم لرحمتموهم"..
قصة "الله أرحم بعباده من هذه بولدها"
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله ﷺ بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله ﷺ: "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟"، قلنا: لا والله. فقال: "الله أرحم بعباده من هذه بولدها". متفق عليه.
أي أن هذه المرأة بعدما أخذت طفلا ليس لها وأرضعته مشفقة عليه رحيمة به، فكيف تفعل بولدها من بطنها؟ مهما فعلت فالله أرحم بعباده منها بولدها..
قصة وحي الله إلى داوود
في يوم أوحى الله إلى نبيه داوود عليه السلام: "يا داوود، لو يعلم المدبرين عني كيف انتظاري لهم، ورفقي إلى ترك معاصيهم، لماتوا شوقا إلي، ولتقطعت أوصالهم من محبتي، يا داوود، هذه إرادتي في المدبرين عني، فكيف إرادتي في المقبلين علي؟!"..
قصة رحمة الله بأهل النار
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: حتى إذا خلص المؤمنون من النار يوم القيامة وأمنوا، فما من مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة له من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال: "يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فأدخلتهم النار، قال: "فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم، فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صورهم، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ومنهم من أخذته إلى كعبيه، فيخرجونهم، فيقولون: ربنا أخرجنا من أمرتنا ثم يقول: أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول من كان في قلبه مثقال ذرة"، قال أبو سعيد: فمن لم يصدق بهذا فليقرأ هذه الآية: "إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً"، قال: "فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا فلم يبق في النار أحد فيه خير." قال: "ثم يقول الله: شفعت الملائكة وشفع الأنبياء وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين، قال فيقبض قبضة من النار أو قبضتين ناس لم يعملوا خيراً قط قد احترقوا حتى صاروا حِمماً"، قال: "فيؤتى بهم إلى ماء يقال له ماء الحياة فيصب عليهم، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، فيخرجون من أجسادهم أمثال اللؤلؤ في أعناقهم الخاتم عتقاء الله"، قال: "فيقال: لهم ادخلوا الجنة فما تمنيتم أورأيتم من شيء فهو لكم عندي أفضل من هذا"، قال: "فيقولون: ربنا وما أفضل من ذلك"، قال: "فيقول: رضائي عليكم فلا أسخط عليكم أبداً".
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا
مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" - الزمر 53
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق