الثقب الأسود
تمهيد
عندما نحدق في سماء سوداء مليئة بالنجوم، ونسافر بعقولنا بأسئلة ليس لنا جوابها، نطلق العنان لتفكيرنا، فندرك مدى صغرنا أمام هذا الكون.. نستمر في هذه الرحلة باحثين عن أجوبة لأسئلتنا، فنتعلم معلومات كثيرة وغريبة، نتعجب، نندهش.. نبهر، تجعلنا نرغب في المزيد، نتمنى أن نطير وننظر بأعيننا، ونستكشف ما وراء هذه النجوم..
الثقب الأسود
يمكن تعريف الثقوب السوداء على أنها مناطق تتواجد في الفضاء تتميز بكثافة شديدة، وبكتلة كبيرة جدا، بحيث تفوق في الكثير من الأحيان كتلة نجم الشمس بملايين المرات، سميت هذه المناطق بالثقوب السوداء.. ببساطة لأنها سوداء، فقوة الجاذبية داخلها قوة استثنائية لا يفلت أي شيء منها، حتى الضوء..
كيف يتكون الثقب الأسود؟
إن الله عندما خلقنا وما حولنا، جعل لكل شيء أجلا ينتظره فيفنى، وبما أن النجوم جزء من الكون، ومخلوق من مخلوقات الله، فهي الأخرى تولد، تشب، تشيب، ثم تلقى حتفها، لكن ماذا يحدث لها بعد ذلك؟
إن للنجم قوتين، الأولى قوة طاردة تحاول إبعاده ودفعه للخارج، تنتج هذه القوة عن التفاعلات النووية التي تحدث داخل النجم، وهي المسؤولة عن إنارته.. أما الثانية فهي قوة الجاذبية التي تجذبه للداخل. في الوقت الذي تتساوى فيه هاتين القوتين، يعد هذا النجم مستقرا منيرا، أو بالأحرى شابا.. بيد أنه سيأتي وقت سيشيخ فيه ويتعب، ويفقد قواه ويفقد إنارته، أي أنه سيفقد القوة الطاردة المسؤولة عن هاته الإنارة.. هنا يأتي دور القوة الثانية لتسيطر، قوة الجاذبية، حيث ستعمل على رد النجم إلى الداخل، ستكمشه وتكمشه، وتضغط عليه كقطعة القماش، ستدمره وتجعله لا شيء، بل في الحقيقة ستحوله إلى.. ثقب أسود..
ماذا يوجد داخل الثقب الأسود؟
لا بد أن هذا السؤال قد راودك، فإن لم يفعل فهذا أفضل، لأنه لا أنا ولا أنت، لا العلماء ولا الحكماء، يعلمون إجابة عن هذا السؤال، أمر مستحيل وهذا واضح، فبالله عليك كيف يمكننا الدخول واستكشاف شيء لم يستطع حتى الضوء من النجاة منه؟!
لكن رغم ذلك، فإن خيال العلماء وفضولهم لم يمنعهم من وضع فرضيات عما قد يحدث لبشري إذا ما دخل الثقب الأسود، نجرد منها:
● نظرية "السباغيتي": تعد النظرية الأكثر قبولا بين العلماء، نظرية تقول بأن الإنسان إذا دخل الثقب الأسود، سيتمدد جسمه ويتمدد ويتمدد، حيث يبدأ هذا التمدد من الجزء الذي يدخل الثقب أولا، فيصير كالمعكرونة طويلا لينا.. تماما كشخصيات الكرتون وأفلام الخيال العلمي..
● نظرية التلاشي: نظرية تقول بأنه إذا استطاع إنسان الحياة داخل الثقب الأسود، فإن الوقت سيتباطأ شيئا فشيئا، لكن بالنسبة لذلك الشخص، فلن يلاحظ شيئا، أي أنه بعد مرور ألف سنة على سبيل المثال لا الحصر في أرضنا، سيحس الشخص بأنه قد مرت دقيقة واحدة فقط، وإذا نجا وعاد إلى الأرض فلن يعرف أحدا لأن الجيل قد تغير.. بالطبع سيحير.
L-B1 الثقب الأسود في مجرتنا
حسب العلماء، فإن مجرة درب التبانة مليئة بالثقوب السوداء، بحيث تصل إلى ملايين الثقوب، إلى أن الثقب L-B1 يعد الثقب الأكثر ضخامة في مجرتنا، حيث تقدر كتلته بـ 70 ضعفا من كتلة الشمس حسب الأكاديمية الصينية للعلوم، والتي قامت باستعمال تلسكوب الألياف الضوئية الطيفي متعدد الأجسام LAMOST لرصد هذا الثقب، الأمر الذي جعل العلماء يشككون في شروحاتهم حول تكون الثقوب السوداء من النجوم الميتة، نظرا لعدم توقعهم تكون ثقب أسود بهذا الحجم داخل مجرتنا.. وقد تم اكتشاف مؤخرا بعض التموجات في الزمان والمكان فسرت بتصادم ثقوب سوداء، اندمجت مع بعضها مكونة ثقبا واحدا أضخم.. فهل سيساعد ذلك على تفسير تكون الثقب L-B1؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق